
حملتِ الأشهرُ الأخيرةُ إلى العالمِ أداةً جديدةً اسمها Chat GPT، تجسّدَ فيها سحرُ الذكاءِ الاصطناعيّ وصارتْ في وقتٍ قصيرٍ حديثَ الساعةِ.
يقولُ الخبراءُ أنّها صُمِّمتْ لتجعلَ الحياةَ أسهلَ، ومن هنا شرعَ الكثيرونَ في تجربتها في مختلفِ المجالاتِ، في الصّحةِ والتعليمِ والأعمالِ وغيرها، وأيضاً في العقارات…
فما هي؟ وهل تساعدُ حقّاً في العملِ؟ ولكن كيف يمكنُ استخدامها في المجالِ العقاريّ؟ وهل يُمكنُ أنْ نستغني عن العنصرِ البشريّ بسببها؟؟
إنْ كانت هذهِ الأسئلةُ تدورُ الآنَ في ذهنكَ، تابع معنا هذا المقالَ لتعرفَ الإجابةَ…
ما هي أداة Chat GPT؟
إنّها نظامُ إنشاءٍ آليٍّ لروبوتاتِ الدردشةِ AI تمَّ إنشاؤهُا بواسطةِ شركةِ Open AI لخدمةِ العملاءِ عبرَ الإنترنت (أي ببساطةٍ أكثرَ يمكننا القولُ أنّها روبوتُ دردشةٍ يعملُ بالذكاءِ الاصطناعي وتستخدمُ التعلمَ الآليّ للردِّ على الاستفساراتِ)، وبلغةِ البرمجياتِ إنّها محادثةٌ توليديةٌ مدربةٌ مسبقاً، والتي تستخدمُ (NLP) معالجةَ اللغةِ الطبيعيةِ للعملِ، أمّا مصدرُ بياناتها هو الكتبُ المدرسيةُ والمواقعُ الإلكترونيةُ والمقالاتُ المختلفةُ التي تستخدمها لنمذجةِ لغتها الخاصّةِ للاستجابةِ للتفاعلِ البشريّ.
حسناً هذا عظيمٌ، ولكن هل هذهِ الأداةُ مجانيّةٌ ومتاحةٌ للاستخدامِ في أيّ وقتٍ؟؟ لنرى معاً…
هل Chat GPT مجانيّةٌ؟
إلى الآن نعم!
يمكنكَ استخدامُ Chat GPT بشكلٍ مباشرٍ ومجانيٍّ تماماً من موقع Open AI، حيثُ من المفيدِ للشركةِ الآن أن تستخدمَ تفاعلاتكَ مع هذهِ الأداةِ بهدفِ تطويرها أكثرَ وتدريبها، وفي نفسِ الوقتِ لجذبِ أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الأشخاصِ لتجريبها، ولكن من غيرِ المحتملِ أن تبقى مجانيّةً إلى الأبدِ، فقدْ أعلنتْ شركةُ OpenAI عن خططٍ مدفوعةٍ قبلَ أسابيعٍ، وأصدرتْ خطةَ اشتراكٍ تجريبيةٍ في Chat GPT Plus ، بتكلفة 20 دولاراً شهرياً، ويتيحُ الخيارُ المدفوعُ وصولاً مشابهاً إلى الخدمةِ المجانيةِ مع الحصولِ على مزايا إضافيةٍ تتمثّلُ في أولويةِ الوصولِ حتى في أوقاتِ الانشغالِ، بالإضافةِ إلى أوقاتِ استجابةٍ أسرعَ، ووصولٍ حصريٍّ إلى أحدثِ الميزاتِ.
جيّد، ولكن كيفَ يتمُّ استخدامها في المجال العقاريّ، هل الأمرُ حقاً مفيدٌ وفعّالٌ؟؟؟
كيفَ نستخدمُ أداة Chat GPT في العقارات؟
إنْ كنتَ شخصاً يسعى لتوفيرِ الوقتِ والجهدِ في المجالِ العقاريّ، سوفَ يسعدكَ جداً الإطلاعُ على استخداماتِ Chat GPT المتعدّدةِ والتي جمعنا لكَ بعضاً منها، وهي:
المساعدةُ في خدمةِ العملاءِ
بدلاً من أنْ تصوغَ بنفسكَ الجملَ الطويلةَ وتحتارَ في اختيارِ الردّ المناسبِ لكلّ عميلٍ، ستقومُ Chat GPT بهذهِ المهمةِ، حيثُ توفّرُ لكَ ردوداً سريعةً ودقيقةً على الاستفساراتِ حولَ العقاراتِ مثلاً والتسعيرِ وغيرها، مما يساعدكَ في تحسينِ درجةِ الرّضا عندَ العميلِ وتُقلِّلُ بالطبعِ عبءَ العملِ عليكَ.
إنشاءُ توصياتِ ومقترحاتِ الشراءِ
يكمنُ لهذهِ الأداةِ مساعدتكَ في إنشاءِ توصياتٍ مخصصةٍ للمشترينَ المحملينَ بناءً على تفضيلاتهمِ الخاصّةِ وقدرتهمِ الشرائيةِ مما يساهمُ في تبسيطِ عملياتِ الشراءِ وجعلها أكثرَ موثوقيةً للطرفينِ.
كتابةُ القوائمِ العقاريةِ
تعدُّ القوائمُ الماليةُ العقاريةُ مهمّةً ثقيلةً على القلوبِ لما فيها من دقّةٍ، وأداة Chat GPT خيرُ من يفعلها، حيثُ تستطيع إخباركَ بأهمّ الحساباتِ اللازمةِ وإعطائكَ التعليماتِ لإنشاء القائمةِ خطوةً بخطوةٍ.
كتابةُ أوصافِ العقاراتِ
يكفي أنْ تكتبَ: “اكتبْ وصفَ العقارِ لـ …” متبوعاً بعنوانِ العقارِ الذي تقومُ بإدراجهِ، من أجلِ أن تبدأَ Chat GPT العمل، حيثُ ستجدُ معلوماتِ العقارِ بسرعة ٍعبرَ الإنترنت وتكتبُ وصفاً احترافياً لهُ، ولكن من المُحبَّبِ التأكدُ من المعلوماتِ على أرضِ الواقعِ، فلربما أجرى مالكُ العقارِ تغييراً على العقارِ لم يتمَّ توثيقهُ عبرَ الإنترنت، واستمرَّ في مشاركةِ أوصافِ العقارِ معَ البائعينَ قبلَ نشرِ المعلوماتِ مباشرةً.
التسويقُ عبرَ البريدِ الإلكتروني
يكفي أنْ تكتبَ: “اكتبْ رسالةَ بريدٍ إلكترونيّ قصيرةٍ حولَ سوقِ الإسكانِ [أدخلْ مدينتكَ].”
ستقومُ Chat GPT بصياغةِ بريدٍ إلكترونيٍّ يمكنُ إرسالهُ إلى قائمةِ جهاتِ الاتصالِ بأكملها، وستكونُ المعلوماتُ مُحدَّثةً وسهلةَ القراءةِ وصحيحةً نحوياً.
ولكنْ سنعطيكَ نصيحةً صغيرةً هنا وهي أنّهُ يجبُ عليكَ دائماً مراجعةُ وتحريرُ ما تكتبهُ Chat GPT لمنحهِ ذوقكَ الشخصيّ وضمانِ الدقةِ.
إنشاءُ حملاتِ التسويقِ
يمكنُ لكَ إنشاءُ حملاتٍ تسويقيةٍ فريدةٍ وناجحةٍ بمساعدةِ Chat GPT تحوّلُ فيها العملاءَ المتوقعينَ إلى مبيعاتٍ باستخدامِ نماذجَ لتحليلِ البياناتِ المتعلقةِ بسلوكِ العملاءِ وتفضيلاتهم، وذلكَ من خلالِ استهدافِ الجمهورِ المناسبِ بالرسالةِ الصحيحةِ.
تحليلُ السوقِ
يمكنكَ استخدامُ Chat GPT في تحليلِ اتجاهاتِ السوقِ وتقديمِ رؤيةٍ واضحةٍ حولَ سوقِ العقاراتِ في كلِّ يومٍ وبعدها تستخدمُ هذهِ المعلوماتِ في اتخاذِ القرارتِ المتعلّقةِ بالتسعيرِ واستراتيجيات التسويقِ والعرضِ والطلبِ وغيرها.
شاهد أيضاُ:
ماهو تاريخ الوساطة العقارية؟ تعرّف على مفهومها وتاريخها
كتابةُ المحتوى العقاريّ
في حالِ كان لديكَ مدونةٌ عن العقاراتِ أو حسابٌ على إحدى وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ، وتريدُ استقطابَ الجمهورِ بأفكارٍ جديدةٍ ومحتوىً مميزٍ ستساعدك أداةُ Chat GPT في صناعةِ محتوى مناسبٍ لمنصتكَ، وذلكَ عبرَ اقتراحِ الأفكارِ أو كتابةِ المقالاتِ أو إيجادِ الصورِ الملائمةِ للمنشوراتِ وغيرها.
والآن، معَ كلِّ هذهِ الاستخداماتِ، هناكَ سؤالٌ يطرحُ نفسهُ…
هل يمكنُ استبدالُ العنصرِ البشريّ ب أداة Chat GPT في العقارات؟
غيّرت Chat GPT وجهَ العملِ حولَ العالمِ مع ملايينٍ من المشتركينَ خلالَ أشهرٍ قليلةٍ ومن ضمنهم الكثيرُ من أصحابِ العقاراتِ والوكلاءِ العقاريينَ، حيثُ طوّرتْ طريقةَ عملهم عبرَ كتابةِ القوائمِ ومنشوراتِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ بالإضافةِ إلى صياغةِ المستنداتِ القانونيةِ وغيرها الكثير، حتّى أنَّ بعضهم لا يستطيعُ تخيّلَ الحياةِ دونَ برنامجِ الدردشةِ الآليّ هذا، ولكن…إلى أينَ سيصلُ بنا هذا التطورُ؟
بغضِّ النظرِ عن مدى قوةِ البرامجِ المدعومةِ بالذكاءِ الاصطناعيّ، فإنها لنْ تكونَ أبداً بشريةً، مما يعني أنّها لنْ تتمتعَ أبداً بقدراتنا الإبداعيةِ أو تحليلاتنا الذهنيةِ (على الرغمِ منْ أنَّ Chat GPT تنتجُ بعضَ الأعمالِ الإبداعيةِ الرائعةِ)، ولكنْ تحتاجُ أنظمةُ الذكاءِ الاصطناعيّ الحاليةُ إلى تدريبٍ موجّهٍ منَ البشرِ ومدخلاتٍ بشريةٍ للتدريبِ عليها، مما يحدُّ منْ معرفتهم بالأحداثِ الحاليةِ والحديثةِ ويجعلُ العملَ الذي ينتجهُ البشرُ جزءاً أساسياً من كيفيةِ عملهم، كما أنّهُ يحتاجُ إلى تدقيقٍ بشريٍّ في غالبِ الأوقاتِ( كما ذكرنا عند كتابةِ أوصافِ العقاراتِ مثلاً)، ولذلك يمكننا القولُ أنّ Chat GPT أداةٌ رائعةٌ لتنميةِ الأعمالِ العقاريةِ ولكن لحدِّ الآنِ لا يمكنُ الاعتمادُ عليها كلياً دونَ تدخّل العنصرِ البشريّ.
في النهاية…
إنَّ Chat GPT أداةٌ قويةٌ يمكنُ لأصحابِ العقاراتِ استخدامها لتحسينِ أعمالهم من خلالِ دمجِ النموذجِ في خدمةِ العملاءِ وأوصافِ الممتلكاتِ ومحتوى الوسائطِ الاجتماعيةِ والاستجاباتِ الشخصيةِ، ومعَ استمرارِ تقدّمِ التكنولوجيا، يمكننا أنْ نتوقعَ رؤيةَ المزيدِ من وكلاءِ وأصحابِ العقاراتِ يبدؤون في تبني Chat GPT وأدواتٍ أخرى قائمةٍ على الذكاءِ الاصطناعيّ لمساعدتهم على البقاءِ في صدارةِ المنافسةِ.
المصادر والمراجع
مصادر الصور