
إن كنت قد بعتَ بيتاً أو اشتريتَ شقةً في يومٍ من الأيام، فلابدّ أنّك حتماً سمعت بمصطلح “الوساطة العقارية” أو تعاملت مع “وسيطٍ عقاري” ليساعدك في العثورِ على منزل أحلامك وفقَ ميزانيتك، وهذه المهنةُ وكغيرها من المهن لها بدايةٌ وقصةُ تطوّرٍ مرّت بها إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي، تابع معنا هذا المقال لتتعرّف على مفهوم الوساطة العقارية وتاريخها.
تعريف الوساطة العقارية
يحتاج المشترون والبائعون ممن لا يملكون الخبرة إلى طرفٍ مشتركٍ ثالثٍ للشروع في شراء منزل أو بيعه، وينطبق الشيء نفسه على الملاك والمستأجرين الذين يرغبون في استئجار العقارات، ومن هذه الحاجة نشأت أعمال الوساطة العقارية لتكون بمثابة المنصّة المشتركة لجميع الأطراف المذكورة أعلاه.
تقليدياً، ساعد السماسرة أو الوكلاء الأفراد المشترين والبائعين (أو الملاك والمستأجرين) على التواصل مع بعضهم البعض والوصول إلى صفقةٍ عقاريةٍ تحقّق الرضى لجميع الأطراف.
أي للتلخيص يمكننا تعريف الوساطة العقارية على أنها الأشخاص أو الشركات التي تعمل كوسيطٍ للمشترين والبائعين للاتصال ببعضهم البعض وتمكينهم من إكمال المعاملات.
وهذه مجموعةٌ من الخدمات التي تقدّمها الوساطة العقارية للأشخاص:
- تجهيز قوائم الممتلكات للبيع أو الشراء
- تجهيز قوائم للتأجير
- بيع وشراء المنازل
- تأجير منزل
- زيارات الموقع
- المساعدة في قروض السكن
- المساعدة في تسجيل الممتلكات
تاريخ الوساطة العقارية
من غير المعروف إلى الآن متى كانت أوّل عمليةِ وساطةٍ عقاريةٍ في العالم، لأنّه وكما نعرف جميعاً “الحاجة توّلد الوسيلة” عند البشر ولابدّ أنّ أسلافنا القدماء قد تعاملوا بالوساطة العقارية ولكن بشكلٍ غير رسمي أو بالأصحّ “غير موّثق بالسجلات الرسمية”، ولكن وبحسب التاريخ فإنّ أول وساطةٍ عقاريةٍ رسميةٍ كانت خلال العصور الوسطى في أوروبا، وقد وصلت هذه الممارسة إلى العالم الجديد مع وصول المستعمرين، وأثناء هذه السنوات التكوينية، قدّمت إنجلترا منح الأراضي لأعضاء الطبقة الأرستقراطية.
ومن ثمَّ جاءت أولى المعاملات العقارية المعروفة في الولايات المتحدة في نهاية الحرب الثورية، عندما حصلت أمريكا في سبتمبر من عام 1783، بموجب شروط معاهدة باريس، على استقلالها عن إنجلترا.
وتأسست فيما بعد شركة Baird & Warner Real Estate في شيكاغو وهي تعدّ “أقدم شركة سمسرة عقارية في الولايات المتحدة” لعملها على مدى 160 عاماً ومنحها لقرض رهن عقاري بقيمة 5000 دولار في عام 1855 وهذا ما كان أساساً لهذا العنوان.
وقد سلكنا هذا الطريق في العالم العربيّ أيضاً مع اختلاطنا بهذه الشعوب ودمجنا لخبراتنا في هذا المجال خلال التاريخ الإسلامي وتنظيمه للمعاملات العقارية بين الناس فيما يخصُّ الأملاك المادية من بيوتٍ وأراضٍ وغيرها مع ما أضافه التعامل مع الغرب.
هناك الآن وفي كل دول العالم شركاتُ وساطةٍ عقاريةٍ مسجّلةٍ وتمارس أعمالها بشكلٍ قانونيّ، بالإضافة إلى التطور الذي لحق بها بعد الثورة التكنولوجية ودخول الانترنت، فتحولت من مجموعة من الأشخاص يمتهنون الكلام العقاري ووصف العقارات على أرض الواقع إلى منصاتٍ إلكترونيةٍ تعرضُ أنواع العقارات المختلفة ويمكن للمشتري البحث من خلالها على عقاره المطلوب (وهذا أحد أشكالها اليوم) وقد سهّل ذلك عملها كثيراً و وفّر الوقت والجهد على كلّ من البائع والمشتري.
ما هي الأدوار الوظيفية المختلفة للوساطة العقارية؟
إنّ مصطلح “الوساطة العقارية” عامٌّ وله الكثير من التفرعات، فهي ليست مجرد وظيفةٍ واحدةٍ فقط وإنما يوجد لدينا الكثير من الأدوار الوظيفية فيها مثل الوسيط أو الوكيل العقاري والسمسار، والاختلاف بينهم يتجلّى في:
- السمسار يمثّل البائع أو المشتري في العملية العقارية
- الوسيط العقاري يعمل بشكل مستقل عن الشركات
- الوكيل العقاري يعمل لدى وسيط عقاري مرخّص
وبشكل عام، ينقسم الوسطاء / الوكلاء العقاريون إلى أربع فئات من التمثيل:
- وكلاء البائع: المعروفين باسم “وسطاء الإدراج” أو “وكلاء الإدراج” ، يتم التعاقد معهم من قبل المالكين للمساعدة في تسويق الممتلكات للبيع أو الإيجار.
- وكلاء المشتري: هم وسطاء أو مندوبو مبيعات يساعدون المشترين من خلال مساعدتهم على شراء العقارات.
- وكلاء مزدوجون: يساعد الوكلاء المزدوجون كلاً من المشتري والبائع في نفس المعاملة، ولحماية رخصة مزاولة المهنة، يدين الوسيط العقاري للطرفين بالتعامل العادل والصادق ويجب أن يطلب من الطرفين (البائع والمشتري) التوقيع على اتفاقية وكالة مزدوجة.
- وكلاء المعاملات: يوفر وكلاء المعاملات للمشتري والبائع شكلاً محدوداً من التمثيل ولكن دون أي التزامات ائتمانية أي أنهم يساعدون المشترين أو البائعين أو كليهما أثناء المعاملة دون تمثيل مصالح أي من الطرفين وتكون المساعدة المقدمة هي المستندات القانونية لاتفاق بين المشتري والبائع حول كيفية حدوث نقل معين للممتلكات.
ومن الضروري أن نعرف أنّ الوسيط العقاري بأدواره كافّة يتلقى عمولة عقارية لإتمام العملية العقارية بنجاح.
وقد نسأل هنا: هل حقاً نحتاج إلى وسيط عقاري للبيع والشراء؟ ألا يمكننا إتمام الأمر من دون اللجوء لهم؟
وهذا سؤال منطقي بالطبع!
فنحن كأشخاص عاديين يمكننا البيع والشراء، ولكن الأهمّ: هل يمكننا عقد (أفضل صفقة)؟؟
لنرى إذاً مزايا اللجوء للوساطة العقارية حتى نحسم هذه التساؤلات…
شاهد أيضاُ:
التطوير العقاري : ما هي حكاية تطوير المدن ؟
مزايا الوساطة العقارية
الاستفادة من الخبرة المحلية للوسيط العقاري
تتغيّر أسواقُ العقارات دائماً ، واتجاهاتها أكثرُ أهميةً على المستوى المحلي أيّ حَيٌّ تلوَ الآخر، كتلةٌ عقارية تلو الأخرى، ولذلك من المهمّ الاستعانة بوسطاء جيدين ومرتبطين بالسوق، وهذا المستوى من المعرفة مهمّ بشكل خاص عند تحديد سعر الإدراج أو تقديم عرض.
رؤية عروض أكثر
نحن كأشخاص عاديين لن نتمكن لوحدنا من إحصاء جميع العقارات مثلاً في المنطقة التي نريد الشراء بها، وهنا يأتي دور الوسيط العقاري الذي يدلّنا على العروض الأفضل لنا من ناحية الطلب والميزانية، أي أنّه يمكّننا من الوصول لموارد عقارية أكثر في السوق.
مهارات التفاوض
التفاوض هو مهارة تمارس كل يوم في مجال العقارات ولن يقوم الوسيط فقط بالتفاوض نيابة عنك بل يمكنه أيضاً إعطاء رأي موضوعي ومهني تماماً، وهو أمر مهم جداً عند شراء أو بيع شيء شخصي مثل المنزل.
العلاقات
العقارات عمل مبني على العلاقات، وهذا يعني أنّ الوسطاء يتواصلون باستمرار مع الوسطاء الآخرين، وفي كثير من الحالات، يمكنهم الوصول إلى القوائم العقارية قبل أن يكونوا في السوق.
يمكن للوسيط الخاص بك أيضاً أن يوصي بعدد من المهنيين ذوي الخبرة الآخرين بما في ذلك محامي العقارات ومفتشي المنازل ووسطاء الرهن العقاري ومقدمي الخدمات للإصلاحات والمزيد.
التوجيه والدعم
في نهاية المطاف، يوجد وسيط لإرشادك في كل خطوة على الطريق، فالمعاملات العقارية تأخذ وقتاً أطول مما يدركه معظم العملاء(حتى أولئك الذين اشتروا وباعوا من قبل )ولا توجد معاملتان متماثلتان.
وسيقدم الوسيط الخاص بك المساعدة في إتمام تلك المعاملات وسيكمل عمله من أجل التنقل بنجاح في جميع الخطوات الأخرى، بما في ذلك تجهيز منزلك للبيع، ومعرفة ما الذي تبحث عنه في منزلك الجديد، والشراكة مع محاميك ومقدمي الخدمات الآخرين والتأكد من حماية مصالحك، مع التركيز على ضمان النتيجة المرجوة لجميع الأطراف.
يعدّ شراء أو بيع منزل أمراً مثيراً ولكنه قد يكون أيضاً مرهقاً، لذلك دع الوسيط يدير العملية حتى تتمكن من الاسترخاء والتطلع إلى نتيجة ناجحة!