نسمعُ كثيراً بمصطلحِ “التأمين”، وأغلبنا لديهِ تعاملٌ مباشرٌ مع شركاتِ التأمينِ المختلفة، ونعتبرهُ في عصرنا هذا المليء بالمفاجآتِ ضرورةً ملحّةً، فمرّةً نؤمّنُ على السيارةِ…ومرّةً على البيت…حتى نصلَ إلى التأمين على حياتنا ضدَّ المخاطرِ المختلفة.
ولنقرّبَ هذا المصطلحَ من الأذهانِ أكثرَ، يمكننا تعريفُ التأمينِ بأنّه عقدٌ، يتمُّ تمثيلهُ بسياسةٍ، يتلقّى فيه الفرد أو الكيان حمايةً ماليةً أو تعويضاً عن الخسائر من شركة التأمين للحمايةِ من الخسائر المالية الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
والممتلكاتُ العقاريةُ لها حصّة الأسدِ في التأمين، فماذا يعني ذلك؟ وكيف يعمل؟ ومتى بدأ؟؟؟
لنكتشف هذه المعلومات جميعها في مقالنا الشيّق.
ماذا يعني التأمين على العقارات؟
التأمين على العقارات هو مصطلحٌ واسعٌ لسلسلةٍ من السياساتِ التي توفّرُ تغطيةَ حمايةِ الممتلكات أو تغطيةَ المسؤولية لأصحاب العقارات، بحيث يوفّرُ التأمينُ على الممتلكات سداداً مالياً لمالكِ أو مستأجرِ مبنىً ومحتوياتهِ في حالة حدوث ضررٍ أو سرقةٍ، ولشخصٍ آخر غير المالكِ أو المستأجرِ إذا أُصيبَ هذا الشخص في العقار.
يمكن أن يشملَ التأمين على العقارات عدداً من السياسات، مثلَ التأمينِ على المنازل والتأمينِ على المستأجرين والتأمينِ ضدَّ الفيضانات والتأمينِ ضد الزلازل.
وعادةً ما تكونُ الممتلكات الشخصية مغطاةٌ بسياسةِ أصحاب المنازل أو المستأجرين، وتُستثنى الممتلكاتُ الشخصية ذاتُ القيمة العالية والمكلفة للغاية والتي عادةً ما يتم تغطيتها من خلال شراء إضافةٍ إلى البوليصة تسمى “الراكب”، وإذا كانت هناك مطالبةٌ بها، فستقومُ بوليصة التأمين على الممتلكات إمّا بتعويضِ حاملِ الوثيقة عن القيمة الفعلية للضرر أو تكلفةِ الاستبدال لإصلاح المشكلة.
ماذا يشمل التأمين على العقارات؟
تشملُ المخاطرُ التي يغطيها التأمين على العقارات عادةً الأذيّةَ المرتبطةَ بالطقس، بما في ذلك الأضرارَ الناجمةَ عن الحريقِ والدخانِ والرياحِ والبردِ وتأثير الثلجِ والجليدِ والبرقِ وغيرِ ذلك، كما يحمي من التخريبِ والسرقة ِويغطّي الهيكلَ العقاري ومحتوياته.
يوفّرُ التأمين على العقارات أيضاً تغطيةَ المسؤوليةَ في حالة إصابةِ شخصٍ آخر غير مالك العقار أو المستأجر أثناءَ تواجدهِ في العقار وقَرّرَ رفعَ دعوى.
عادةً ما تَستبعدُ سياساتُ التأمين على العقارات الأضرارَ التي تَنتجُ عن مجموعةٍ متنوعةٍ من الأحداثِ، بما في ذلك تسونامي، والفيضانات، وتصريف المياه والصرف الصحي، وتسرب المياه الجوفية، والمياه الراكدة، وعددٍ من مصادرِ المياه الأخرى، كما أنه لا يتمّ تغطيةُ العفن، ولا الضررَ الناجم عن الزلزال.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ معظمَ السياسات لن تغطي الظروفَ القصوى، مثل الأحداثِ النووية أو أعمال الحرب أو الإرهاب.
شاهد أيضاُ:
تأمين الممتلكات: تعرّف على بداية التأمين على العقارات
أنواع التأمين على العقارات
هناكَ ثلاثةُ أنواعٍ من تغطيةِ التأمين على العقارات وهي: تكلفةُ الاستبدال، والقيمةُ النقديةُ الفعليةُ، وتكاليفُ الاستبدال الممتدة.
- تغطّي تكلفةُ الاستبدال تكلفةَ إصلاحِ أو استبدالِ الممتلكات بنفس القيمة، أي تعتمدُ التغطية على قيم تكلفة الاستبدال بدلاً من القيمة النقدية للعناصر.
- تدفعُ تغطية القيمة النقدية الفعلية للمالك أو المستأجر تكلفة الاستبدال مطروحاً منها قيمة الإهلاك، يعني إذا كان العنصر الذي تم إتلافه يبلغ من العمر 10 سنوات، فستحصل على قيمة عنصر عمره 10 سنوات، وليس عنصراً جديداً.
- ستدفعُ تكاليف الاستبدال الممتدة أكثر من حد التغطية إذا ارتفعت تكاليف البناء، ومع ذلك لن يتجاوز هذا عادةً 25٪ من الحد الأقصى، أي عندما تشتري تأميناً يكون الحد هو الحد الأقصى لمبلغ الاستحقاق الذي ستدفعه شركة التأمين في حالة أو حدث معين.
بدايةالتأمين على العقارات
تعودُ جذورُ التأمين إلى بريطانيا وبعدها أمريكا، إذ يمكنُ إرجاعُ التأمينِ على الممتلكات بشكلٍ خاص إلى حريقِ لندن العظيم، الذي التهمَ أكثرَ من 13000 منزلٍ في عام 1666، وقتها حوّلت الآثارُ المدمرة للحريقِ تطويرَ التأمينِ من قضيةٍ ثانويةٍ إلى قضيةٍ ملحةٍ، وانعكسَ هذا التغييرُ في الرأي في إدراج السير كريستوفر رين لموقع” مكتب التأمين ” في خطته الجديدة للندن عام 1667.
وبعد ذلك لم تؤدّي محاولات التأمين ضد الحريق الخجولةِ إلى أيّ شيء، ولكن في عام 1681، أسسَّ الاقتصادي نيكولاس باربون وأحد عشر شريكاً معه أوّل شركةِ تأمينٍ ضد الحريق أسموها “مكتب تأمين المنازل” الذي ساهم في تأمين 5000 منزل في بداياته.
في أعقاب هذا المشروع الناجح الأول، تمّ تأسيسُ العديد من الشركات المماثلة في العقود التالية، واستخدمت كلّ شركةٍ في البداية قسمَ مكافحةِ الحرائقِ الخاص بها لمنع وتقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق في الممتلكاتِ المؤمّنةِ من قبلهم، كما بدأوا في إصدار “علامات التأمين ضد الحريق” لعملائهم وعرضوها بشكلٍ بارزٍ فوق الباب الرئيسي للممتلكات من أجلِ المساعدة في تحديد الهوية الإيجابية لهم.
إحدى هذه الشركات البارزة كانت جمعية Hand in Hand Fire والتأمين على الحياة، التي تأسست عام 1696 في Tom’s Coffee House في St Martin’s Lane في لندن.
وبعد العديد من السنوات، تأسست أول شركة تأمين على الممتلكات بشكلٍ رسميّ في عام 1710 باسم “Sun Fire Office”، بعد العديد من عمليات الدمج والاستحواذ
وانطلقت بعدها حركة التأمين في أمريكا، حيث ساعد بنجامين فرانكلين في الترويج لممارسة التأمين وجعلها رسمية، وخاصة التأمين على الممتلكات لنشر مخاطر الخسارة من الحريق، في شكل تأمينٍ دائمٍ.
وفي عام 1752، أسسّ “مساهمة فيلادلفيا” لتأمين المنازل من الضياع بسبب الحريق.
وهكذا نرى أنَّ للتأمينِ تاريخٌ طويلٌ أساسهُ تلافي المخاطرِ والتعويضُ لأصحابِ الخسائر منذُ أيامِ الحرائق الكبرى، وإلى اليومِ يُعتبر قاعدةً حقيقيةً لحمايةِ الممتلكاتِ العقارية والحفاظ على العقارات التي تُمثّل مفاتيح الثروة بالنسبة للعديد من الناس.