الاستثمار في تجديد وإعادة بيع العقار
الاستثمارُ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ هو نوعٌ مِن أنواعِ الاستثماراتِ التي تعتمدُ على شِراءِ عقارٍ ثمّ العملُ على إصلاحِهِ وتجديدِهِ لِيكُونَ في حُلّةٍ جيدةٍ والقيامِ بإعادةِ بيعِهِ والاستفادةِ مِن الفارقِ بينَ الشراءِ وإعادةِ البيعِ، وقَد أضحَى هذا النّوعُ مِن الاستثماراتِ تَوَجُّهاً سائداً يَلقَى إقبالاً مُتزايِداً ويَشهدُ تطوُّراً سريعاً. فَما هي أنواعُ الاستثمارِ عُموماً؟ وكيف يُمكِن إنجاحُ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ؟
محتويات المقال:
1- أنواعُ الاستثمارِ العَقارِيِّ
2- أسبابُ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ
3- كيفيةُ الاستثمارِ فِي العقارِ
4- طريقةُ إنجاحِ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ
أنواعُ الاستثمارِ العَقارِيِّ
قبْل أن نتحدَّثَ عنِ الطُّرقِ التي يُمْكنُ بِها الاستثمارُ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ، سوفَ نعرضُ في البِدايةِ أهمَّ أنواعِ الاستثماراتِ العقاريةِ المُمكِنةِ. والتي يُمكِنُ إجمالُها فِي الاستثماراتِ التّاليةِ:
- الاستثماراتُ العقاريةُ التجاريّةُ: وهذا النوعُ مِن الاستثمارِ يَكمُنُ فِي التوجُّهِ إلى التركيزِ أكثرَ في الاستثمارِ في كلِّ عقارٍ ذي صيغةٍ تجاريةٍ مِثلَ الأسواقِ والمراكزِ التجاريةِ، والمُولاتِ، والمُستودعاتِ، والمَخازِنِ، ومَواقفُ السّياراتِ وغيرَ ذلكَ مِن المُجمَّعاتِ والمَبَانِي التِّجاريةِ التي تشملُ على أعمالٍ تجاريةٍ من بيعِ وشراءِ وتقديمِ خدماتٍ ونَحوَ ذلكَ.
- الاستثمارُ في بيعِ الوحداتِ السَّكَنيةِ: أحدُ أبسطِ أشكالِ الاستثمارِ العقارِيِّ هناك أيضاً الاتِّجارُ في بيعِ الوحداتِ السَّكنيةِ، سواءً كانت جديدةً أو قديمةً وتَمَّ ترميمُها وتجديدُها.
- الاستثمارُ في العقاراتِ الصِّناعيةِ: وهي استثمارٌ ذو لونٍ صناعيٍّ أكثَر، كالاستثمارِ في المستودعاتِ الصناعيةِ التي يَتمُّ توجيهُها إلى التأجيرِ للشركاتِ مثل مراكزِ التوزيعِ، ووحداتِ غسيلِ السّياراتِ، ووحَداتِ التخزينِ أو المستودعاتِ أو غيرِ ذلكَ مِن العقاراتِ التي تُوَلّدُ وتنتجُ مبيعاتٍ مستخلَصةٍ مِن العُملاء.
أسبابُ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ
يُمكن أن يُطرَحَ السؤالُ حوْلَ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ وما الذي قد يدفعُ الشخصَ إلى التّفكيرِ في هذا النّوعِ مِن الاستثماراتِ، وكجوابٍ على السؤالِ يُمكِنُ طرحُ عددٍ مِن الأسبابِ والمُحفِّزاتِ على رأسِها ما يلي:
- مِن أهمِّ أسبابِ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ هناك نسبةُ الرِّبحِ، إذ أنَّها تبلغُ قِيَماً مرتفِعةً مقارنةً باستثماراتٍ أخرى، حيثَ أنّ شراءَ العقارِ القديمِ يكونُ نوعاً ما رخيصاً في سِعرِهِ، وبعدَ تجديدِهِ وحسابِ تكلفةِ التجديداتِ والإصلاحاتِ، فإنَّه عند طرحِ هذا العقارِ للبيعِ ترتفعُ سَوْمَتَهُ، مما يعني رِبحاً جيداً للمُستثمِرِ.
- يتَّسِمُ سوقُ العقاراتِ عموماً بنوعٍ من استقرارِ السّوقِ، حيثُ أنَّهُ لا يعيشُ اهتزازاتٍ كبيرةٍ، وبالتالي فَفِيهِ حظوظٌ أكبرٌ لتفادِي الخَسارِةِ.
- مِن جانبٍ آخرٍ، فَحينما يقومُ الشخصُ بشراءِ العقارِ وتجديدِهِ وإعادةِ بيعِهِ فإنهُ في فترةِ ما قبل البيعِ يُمكنُ له استخدامُ هذا العقارِ استخداماً شخصياً، والاستفادةُ مِنهُ والانتفاعُ بِه، كما يُمكِنُ لهذا المُستثمِرِ أن يحتفظَ بالعقارِ احتفاظاً نهائياً (حسبَ الرغبةِ).
- وفْرةُ منابعِ المعلومةِ والاستشارةِ يُعتبرُ مُحفِّزاً قوياً وأساسياً للتّوجهِ للاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ.
- تتميزُ فكرةُ تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ بأنها غيرُ محدودةِ الصّلاحيةِ، أي أنّها ليست مادةً لها عُمْرٌ معيَّنٌ قبل أن تفسد، وبالتالي فعند القيامِ بالبيعِ يكونُ صاحبُ العقارِ في موقفِ قوةٍ أثناءَ التّفاوضِ، ممّا يعنِي مكاسبَ ماديةٍ أفضل، وهذا السُّوقُ يتَّسِمُ أيضاً بالمُرونةٍ في التفاوضِ.
- مِنَ الأمورِ الأخرى التي تشجِّعُ على فِكرةِ تجديدِ وإصلاحِ عقارٍ ثمّ إعادةَ بيعِهِ هناكَ سهولةُ البدءِ، أي أنّها لا تحتاجُ إلى خبرةٍ كبيرةٍ أو دراسةٍ كبيرةٍ مُسبَقةٍ، خصوصاً في ظِلِّ سهولةِ الوصولِ إلى المعلومةِ.
كيفيةُ الاستثمارِ فِي العقارِ
حينما تستقرُّ فِكرةُ الاستثمارِ في العقارِ في ذِهنِ الشّخصِ فإنّهُ سيبحثُ عن الطُّرُقِ التي يُمْكنُ له من خلالِها بدءَ هذا الاستثمارِ، ولعلَّ أهمَّ الطُّرقِ تتلخّصُ في ثلاثِ نقاطٍ وهي الاعتمادُ على صناديقِ الاستثمارِ العَقارِي، وشِراءُ عقارٍ ثُم تجديدُه وإعادةُ بيعِهِ، ثمّ أيضاً الاستثمارَ في تأجيرِ العقاراتِ.
وصناديقُ الاستثمارِ هي مؤسساتٌ تُعتبرُ أوعيةً استثماريةً تتكلفُ بجمعِ رؤوسِ أموالِ عددٍ من المستثمرِينَ وتقومَ بإدارتِها بناءً على استراتيجيةٍ وأهدافٍ محدّدةٍ بُغيةَ تحقيقِ مزايَا استثماريةٍ لا يُمكِنُ أو يصعبُ على المستثمِرِ الفردِ تحقيقَها إذا اشتغلَ مُنفرِداً، وذلكَ في ظِلِّ محدوديةِ الموارِد الماليةِ المُتاحةِ، ويُمكِنُ للمستثمرِ الاعتمادَ على هذهِ الصّناديقِ لتوسيعِ ورفعِ قيمةَ استثمارِهِ في العقارِ.
أمّا بِخصوصِ شراءِ العقارِ وتجديدِهِ وعرضِه للبيعِ فإنّه كما هو واضحٌ من اسمِه فهو القيامُ بشراءِ عقارٍ “قديمٍ” وإصلاحِهُ وتجديدِهُ وجعلِهُ بِحُلّةٍ أحدَثٍ ثم عرضِه للبيعِ سواءً بشكلٍ شخصيٍّ أو بالاستعانةِ بإحدَى المؤسساتِ التي تهتمُّ بهذا الأمرِ.
وفي الطريقةِ الثالثةِ للاستثمارِ في العقارِ فهي لُجوءُ الشّخصِ للاستثمارِ في تأجيرِ العقاراتِ، سواءً للسكنِ أو للأغراضِ التجاريّةِ أو خلافَ ذلك، حيثُ يكسِبُ المستثمرُ مِن هذا الاستثمارِ مبلغاً مالياً مُحدَّداً بشكلٍ شهريٍّ وِفقَ ما اتّفقَ عليهِ معَ من يؤجِّرُ له ذلك العقارِ.
طريقةُ إنجاحِ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ
شراءُ عقارٍ ثمّ تجديدُهُ وإعادةَ بيعِهِ لا شكّ أنّه يُمكِنُ أنْ يَكونَ مربِحاً، وهو فرصةُ استثمارٍ لها حظوظٌ وافرةٌ في النّجاحِ، ولكن هذا النّجاحُ لا بدّ له مِن مقوماتٍ يستندُ عليها، لذلك فمِن أجلِ إنجاحِ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ يجبُ التركيزُ على النِّقاط أسفلَهُ:
- حركةُ السُّوقِ: لا بدّ للمستثمرِ قبل أن يطرحَ العَقارَ الذي قام بتجديدِهِ للبيعِ أن يراقبَ السّوقَ ويقومَ بدراستِه، مِن أجلِ أن يختارَ أنسبَ وقتٍ لطرحِ العقارِ للبيعِ، ويختارَ قبل ذلك أنسَبَ وقتٍ لشراءِ العقارِ الذي سوفَ يقومُ بإصلاحِهِ.
- دراسةُ الموقعِ: بعدَ دراسةِ السّوقِ وحركتِهِ، يجبُ على المستثمرِ أن يدرسَ الموقعَ الذي يتواجَدُ فيه العقارُ الذي قامَ بتجديدِهِ وإصلاحِهِ، وهذا من أجلِ طرحِ سعرٍ مناسبٍ للعقارِ والترويجُ له وتسويقِهِ بشكلٍ جيدٍ، لتحقيقِ الاستفادةِ المبتغاةِ.
- انتهازُ الفرَصِ: لا بدّ أن يكونَ المستثمِرُ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقاراتِ ذكياً كي ينتهزَ الفُرَصَ لزيادةِ نِسَبِ الكسبِ في الاستثمارِ، حيثُ يحصلُ على عقارٍ قديمٍ بأرخصِ سعرٍ ثمّ ينجحَ في إصلاحِهِ وبيعِهِ بِمكاسبٍ محفزّةٍ.
- دِقّةُ التّجديدِ: كَي ينجحَ الشخصُ في إعادةِ بيعِ العقارِ المُجَدَّدِ، فإنّه لا بدّ أن يعطي اهتماماً كبيراً لمرحلةِ التّجديدِ، وكلّما صَرَفَ على تجديدِ العقارِ وإصلاحِه وقامَ بِه على أكملِ وجهٍ نجحَ في تسويقِه بشكلٍ أفضلٍ وبالتّالي بيعَهُ بسعرٍ مُربِحٍ.
- الاستشارةُ: مِن الأمورِ التي تؤثِّرُ بشكلٍ إيجابيٍّ على إنجاحِ عمليةِ الاستثمارِ في تجديدِ وإعادةِ بيعِ العقارِ هناك التوجّهُ إلى المؤسّساتِ التي تقدِّمُ استشاراتٍ قيِّمةٍ في بيعِ العقاراتِ، والمؤسساتِ التي تقومُ أيضاً بتسويقِ العقارِ بشكلٍ احترافيٍّ.
إنَّ فكرةَ القيامِ بشراءِ عقارٍ قديمٍ ثمّ تجديدِهِ وإصلاحِهِ وإعادةَ عرضِهِ للبيعِ هي فكرةٌ ذكيةٌ ومُربِحَةٌ إذا عَرف المستثمرُ الوقتَ المناسبَ لشراءِ العقارِ ثمّ الوقتَ المثاليَّ لعرضِهِ في السُّوقِ وعرفَ مجموعةً مِن التفاصيلِ التي أشرْنا إليها في المقالةِ، حيثُ أنّنا في البدايةِ عَرَّفنَا بطبيعةِ هذا الاستثمارِ ثمَّ بيانِ أنواعِهِ ودوافِعِهِ وكيفيةِ القيامِ به بالشّكلِ المثاليِّ المأمولِ بُغيةَ الوصولِ في النِّهايةِ إلى تحقيقِ أهدافِ هذا النّوعِ مِن الاستثمارِ.
المراجع والمصادر:
- كتاب فن بيع العقارات، دانييل كينيدي، الطبعة الثالثة، دار الفاروق للاستثمارات الثقافية.
- دليلك لتجديد وبيع العقارات، (رابط الموقع) – لغة انجليزية-.
- هل نستطيع شراء عقار ثم تجديده وبيعه؟ (رابط الموقع)- لغة فرنسية-.
مصدر الصورة:
Photo by Monica Silvestre from Pexels:
https://www.pexels.com/photo/woman-standing-in-room-with-unfinished-walls-4249477/