
توفّرُ الفنادق للمستثمرين الفرصةَ لزيادة تنويعِ محافظهم العقارية مع تحقيق عوائدٍ محتملةٍ، وتختلفُ عن باقي أنواع العقارات التجارية والسكنية نظراً لندرة الأشخاص الذين يتشجعون على الاستثمار بها لكونها مجالاً يحتاجُ إلى قوةٍ معرفيةٍ عميقةٍ بالسوق العقاري والحصولُ على معلوماتٍ موثوقةٍ فيها أمرٌ صعبٌ نسبياً، ولذلك خصصنا هذا المقال لنعرفكم أكثر عن الاستثمار في الفنادق، ونعطيكم نظرةً قريبةً عن هذا المجال المربح…
العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند الاستثمار في الفنادق
أولاً: اختلاف الفنادق عن باقي أنواع العقارات
أوّلُ ما يحتاج أيّ شخصٍ معرفته عن الاستثمار الفندقي هو أنَّ الفنادقَ لا تشبه أي عقاراتٍ أخرى، إنها ملكيةٌ عقاريةٌ ولكنها مختلفةٌ تماماً عن أي نوعٍ آخر من العقارات.
تمتلك الفنادق جانباً تشغيلياً معقداً وتعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الضيوف لتحديد عقد الإيجار لكل ليلة (استئجار مكان للإقامة لكل ليلة) مقارنةً بشقة إيجار لمدة عام واحد أو حتى إيجار مكتب لمدة 20 عاماً على سبيل المثال.
وهذا يجعل الفنادق تختلف عن العقارات الأخرى لكونها تستجيب بشكلٍ كبيرٍ للتغيرات في السوق، إذ يمكن لمالكيها الاستفادة الكاملة من فترة الانشغال (المواسم العقارية) أو تقليل مخاطر فترة الموسم المنخفض، كما يمكن للفنادق أيضاً تنظيم تحسيناتٍ رأسماليةٍ أو تشغيليةٍ بطريقةٍ أسرع مقارنةً بالقطاعات الأخرى.
بالطبع على الجانب الآخر، هذا يعني أيضاً أنّ الفنادق قد تكون أول من يعاني من اضطرابات كبيرة في السوق.
ثانياً: الأنواع المختلفة للفنادق
يتم تصنيف الفنادق إلى أنواع مختلفة وفقاً لخدماتها ووسائل الراحة المتاحة، ومنها:
- فنادق كاملة الخدمات: تقدّمُ هذه الفنادق العديد من الخدمات والمرافق مثل البيع بالتجزئة في الموقع والمنتجعات وقاعات الاجتماعات والمطاعم، وتتطلّب هذه الفنادق عموماً عدداً كبيراً من الموظفين وتعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المنافسة الحالية في السوق.
- فنادق الخدمة المختارة: هذه فئةٌ تقعُ بين عروض الفنادق ذات الخدمة الكاملة والمحدودة، حيث لديهم بعض الخدمات المحدودة مثل الغرف ذات الخدمة المحدودة ولكن لا يزال لديهم مجموعةٌ فرعيةٌ من الخدمات التي يمكن أن تجدها في فندقٍ كامل الخدمات.
- الفنادق ذات الخدمة المحدودة: الفنادقُ التي لا يوجد بها مطعمٌ أو مرافقُ للولائم ولكنها قد تستمرُّ في تقديم خدماتٍ ووسائل راحةٍ معينةٍ مثل حمامات السباحة ومراكز اللياقة البدنية.
- فنادق الإقامة الممتدة: توفّر مساكنَ مؤقتةً وتخدم إلى حدّ كبيرٍ العائلات التي تضطر للانتقال والمسافرين من رجال الأعمال في مهامٍ طويلةٍ، وتوفر غرفاً أكبر على طراز الأجنحة مع ميزاتٍ منزليةٍ مثل المطابخ وغسيل الملابس، كما أنها توفر أسعاراً مخفضة للإقامات الطويلة.
- فنادق الميزانية: هدفها انخفاض التكاليف وبالتالي توفر عدداً أقل من وسائل الراحة والخدمات.
ثالثاً: دوافع نجاح الفنادق
تزيد مجموعتان رئيسيتان من المستهلكين غالبية الطلب على الفنادق: المسافرون من رجال الأعمال والسياح.
يزيدُ سفر رجال الأعمال الطلب من الأحد إلى الخميس، بينما يرفعُ السياح الطلب في عطلات نهاية الأسبوع وخلال مواسم الإجازات.
الطلبُ موسميٌّ أيضاً مثل المنتجعات التي تشهدُ ذروة الإشغال خلال فصل الصيف، بينما يمكنُ أن تتوقع الفنادق القريبة من مراكز المؤتمرات ارتفاعَ الطلب خلال الأحداث الرئيسية للبلد، لذلك يعدُّ ضمان شركاء التشغيل ذوي الجودة أمراً ضرورياً لزيادة إيرادات الفندق وإنشاء المزيج الأمثل للأعمال في أي سوق محدد، وستكون على نفس القدر من الأهمية قدرة الفندق على تحويل عائدات الغرف والأطعمة والمشروبات إلى صافي الدخل التشغيلي.
معايير قياس الأداء في الفنادق
كما في أيّ مجالٍ آخر، لابدّ من مجموعةٍ من المقاييس التي نعرف من خلالها إن كان استثمارنا ناجحاً أم لا، ولحسن الحظ تستخدم العقارات الفندقية عدداً قليلاً من مقاييس الأداء، وهما اثنان: متوسط السعر اليومي (ADR) والإيرادات لكل غرفة متاحة (RevPar)، وسنشرحهما بطريقة سلسة جداً:
- ADR
هو مقياس متوسط السعر الليلي المدفوع للغرف في فندق، ويتم حسابه بقسمة إيرادات الغرفة على الغرف المباعة خلال فترة زمنية معينة.
- RevPar
يتم حساب RevPar بضرب ADR في معدل الإشغال.
يمكن للمستثمرين أيضاً التفكير في الأمر على أنه إجمالي إيرادات الغرفة مقسوماً على إجمالي عدد الغرف المتاحة.
يكمل RevPar مقياس ADR لأنه بينما ينظر ADR فقط إلى متوسط سعر الغرف المباعة، يأخذ RevPar في الاعتبار عدد الغرف التي تم شغلها بالفعل بهذا المعدل خلال فترة معينة.
وسنأخذ مثالاً للتوضيح:
مثال: أوجد قيم ADR و RevPar بناءً على الافتراضات التالية:
افترض أن إجمالي إيرادات الغرف لشهر أيلول هو 179،800 ألف ريال
افترض أن الفندق به 85 غرفة
لنفترض أن الفندق باع 1675 ليلة (إجمالي عدد الليالي المشغلّة في أيلول)
إذاً:
ADR في هذا المثال هو 107.34 ريال لأننا قسمنا 179.800 ألف ريال على 1675 ليلة.
الآن بعد أن عرفنا ADR ، يمكننا البدء في حساب RevPar من خلال تحديد معدل الإشغال لشهر أيلول أولاً:
معدل الإشغال = الغرف المباعة / إجمالي الغرف (الليالي) × 100
نعلم أنه تم بيع 1675 غرفة (ليلة) على مدار الشهر، وأن شهر أيلول به 30 يوماً، وأن الفندق به 85 غرفة.
لذلك، يبلغ معدل الإشغال :1675 مقسوماً على 2550 (30 يوماً× 85 غرفة) × 100
أي يساوي 65٪.
الآن يمكننا حساب RevPar للفندق:
RevPar= 107.34 * 65%= 69.77 R.S
شاهد أيضاُ:
تأمين الممتلكات: تعرّف على بداية التأمين على العقارات
كيف تبدأ الاستثمار في الفنادق؟
قد تجدون العديد من مشاريع الفنادق الناجحة وتعجبكم الفكرة، لكن مجرد ذلك ليس كافٍ، لتحديد الاستثمار الأقوى بالنسبة لكم، يجب عليكم البدء بما يلي:
- إجراء تحليل مقارن باستخدام مقاييس ADR و RevPAR بين مجموعة من الفنادق المماثلة في نفس السوق.
- تقييم كفاءةِ التشغيل (هامش الربح) والتي يمكن أن تختلف بشكلٍ كبيرٍ من فندق إلى آخر
- النظر في مسائل السعر: قد يكون فندقٌ اقتصاديّ بسعرٍ رائعٍ استثماراً أكثر نجاحاً بكثير من دفع سعر أعلى لفندٍق ذي مستوى عالمي.
لذا قبل الاستثمار في فندق، يجب عليكم مراجعة برامج تشغيل الطلب، والتأكد من أن العلامة التجارية للفندق هي المناسبة لكم، وتقييم إدارة الفندق والنظر في التدفقات النقدية المحتملة والمزايا الضريبية.
وبصفتكم مستثمرين، يجب أن تفكروا أيضاً في المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الفنادق، في الواقع إن البدء بالفندق ليس مثل أي ملكية عقارية أخرى لأنه يحتاج إلى أداء الكثير من المهام وجمع البيانات الصحيحة.
ما هي الاعتبارات الرئيسية عند شراء أو بيع فندق؟
بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في شراء فندق، لا توجد مغامرةٌ أكثرُ إثارةً من هذه المغامرة.
إذ تعدّ الفنادق استثماراً كبيراً للوقت والجهد والمال، ولكن النجاحَ في مجال الضيافة مربحٌ مالياً ومرضيٌّ على المستوى الشخصي أيضاً.
وفي حال أنه لديكم مجموعة المهارات المناسبة لإدارة فندق ناجح، فعليكم مراعاة النقاط التالية:
- الموقع والموقع والموقع.
- العمل، المزيد من العمل ثم المزيد من العمل.
- العلامة التجارية مهمة.
- تجربة الضيف هي المفتاح.
الفنادق أصولٌ محفوفة بالمخاطر، ولذلك لا ينبغي التسرع عند أخذ قرار الاستثمار في الفنادق، بل يجب البحث والتحري وتحليل الاستثمار بشكل جيد قبل إقراره، وستساعدكم هذه المعلومات التي قدمناها على المضيّ في أول الطريق.
المصادر والمراجع
مصادر الصور